حسين عفش

إيمان - أخت

أذكر عندما كان حسين يحضر السمك وكيف كنت أقف معه لأساعده في بيعها وكيف كنا نجمع الأموال في علبة حلاوة ونذهب لشراء الفلافل.

لقد بحثت العائلة عنهم في كل مكان ولكن دون جدوى. ولقد أثر فقدانهم علينا كثيراً، خصوصاً على الوالدة. إذ بدأت حالتها الصحية بالتدهور وأصبحت تعاني من الكثير من الأمراض منها السكري والضغط. أما والدي، فقد حاول أن يظهر لنا بأنه بخير ولم يتوقف عن البحث عنهم. إذ لم ينفك عن البحث عنهم في بيروت الشرقية ولم بنفك عن مناشدة معارفه للمساعدة من أجل الوصول الى الجهة الخاطفة أو معرفة أي خبر عنهم وعن مصيرهم.

أما [اقي أفراد العائلة، شاركوا بالكثير من المظاهرات والإعتصامات التي نظمت من أجل معرفة مصير المفقودين. أذكر في إحدى المرات كنت ذاهبة الى المجلس الحربي في الكرنتينا للسؤال عن شقيقي وأخبرت سائق الأجرة عن حالتي وحالة شقيقي والعائلة وإذ رفض أن يأخذ مني المال بعد إيصالي.

كما قامت عائلتي بعدة زيارات الى فلسطين، إذ ورد خبر لوالدتي بأن شقيقي محتجزون لدى جيش الإحتلال ولكن تلك الزيارات لم تكن مثمرة أبداً. ومنذ ذلك ولم يصل أي خبر للعائلة عن مصير احمد وحسين. ولكن في إحدى الأيام، حصلنا على صورة تتضمن بعض المفقودين تم أخذها في فلسطين ونشرها في صحيفة إلمانية. وإشتبهنا بشخص يشبه احمد ولكن لم نستطع التأكد من ذلك.

توفيت الوالدة عام 1999 والحسرة في قلبها على شقيقي. ووضعي المادي والمعنوي صعب، ولو كانوا هنا، لكانوا ساعدوني وبقيوا قربين مني.

انقضت سنوات ولم يتحرك أحد. تقاعسوا جميع المسؤولين وتوفي بعض الأهالي الذين استمروا حتى النهاية بالبحث عن أولادهم.

"الله يبعتن بخير إذا بعدن طيبين، والله يرحمن إذا توفوا".