احمد الخضر

محمود - شقيق

كان اختفائه صدمة. فلقد ترك الأولاد من دون حاضن و لذلك قمنا بالوقوف الى جانبهم في محنتهم و ساعدناهم حتى استطاعوا أن يبدأوا بحياتهم, و قربناهم الينا و احتضناهم و استقطبناهم و أتوا للسكن معنا بعد حادثة الفقدان. كان يأتي بالشهر مرة الى مخيم برج الشمالي و كان يظل يقول لي أن أدرس و أن أكمل دراستي و بأنه مستعد لمساعدتي على تكملة الدراسة. هو كان تلميذاَ مجتهد جداَ و لكنه اضطر أن يعمل بعد تخرجه من المدرسة. اني آسف لأنني لم أقدر أن أحقق حلمه بسبب الظروف التي مرَت علينا حيث اضطررت للسفر خارجاَ للعمل و تأمين لقمة العيش. و أذكر أننا كنا ثمانية أشخاص في بيت واحد مؤلف من غرفة و مطبخ و حمام خارجي. كانت الحياة صعبة. أنا وأتكلم عنه أتأمل بأن يكون حياً، وجميع المفقودين كذلك. و"ما في حق بضيع ووراءه مُطالب" وطالما إننا نتكلم عنه وعن قضية المفقودين، فلا بد ان يعود أحدهم على قيد الحياة. كل ما أتمناه هو أن يكون بصحة جيدة ويعود إلينا بسلام, والعمل بجدية على القضية دون وجود أي أجندات مخفية والعمل على كشف المصير.