حمد ضاهر

عام 1976، بعد أن قد بدأت أحداث تل الزعتر، كان حَمَد وعائلته يسكنون في النبعة حين سقطت تل الزعتر. وفي ذلك الوقت، كان قد نزح الجميع إلى مناطق ثانية من الخوف، وكان حمد ومعه أفراد العائلة الوحيدين الذين بقيوا في المنطقة في بيتِهم. وفي ذلك الحين، خافت زوجتُهُ، وكانت تلوح عليهِ للذاهب إلى صور، ولكنهُ كان يخاف لأنه لم يكن لديه الهوية اللبنانية، فكان يمتلك بطاقته الفلسطينية فقط، وكانوا في ذلك الحين يخطفون الناس على الحواجز بحسب هويتهم. ذلك أخافه كثيراً، وقال وأصّر على زوجته وأولاده بأن يذهبوا ويتركوه. في النهاية رضخوا لأمره وذهبوا، وبقيَ حمد مع ابنِهِ البكر وابناً ثانٍ. وهما بدورهما لحقوا بباقي أفراد العائلة إلى صور بعد يوميْن. وبقيَ حمد في النبعة لوحده في المنزل، حتى دعى أخيه أحمد أن يذهب وينام معه في المنزل. ولم تراهُ عائلته بعد ذلك. وكان ابنهُ هو آخر شخصٍ الذي رأى حمد. وبعد فترة، وصل خبر أن حمد كان في نادي الأرمن، محتجزاً هو وأخيه، مع حوالي 100 شاب اخرين. هذا الخبر وصل لأفراد العائلة من إحدى الجيران، التي قالت لهم أنها رأته هناك مع أخيه وباقي الشبان. كما أنها قالت لهم أنهما كانا جالسيْن على الأرض في النادي، مكبليْن، وبعد فترة دقائق، أتت شاحنتان، حمّلت كل الشباب، وانطلقت إلى منطقة مجهولة.