عباس حمزة

سميرة - ابنة

نتج عن إختفاء والدي معاناة اقتصادية تستمر لغاية يومنا هذا حيث كان الشخص المفقود المعيل الوحيد للعائلة وخصوصاً أنّ الاولاد كانوا صغاراً و بالإضافة إلى أنّ بلدية بيروت لم تستمر في ايصال مستحقاته المالية إثر فقدانه. أما التأثرات النفسية، فتمثل بأذى نفسي شديد وخصوصاً الوالدة التي اضطرت للعمل في أسوأ الظروف وذاقت العذابات في تأمين لقمة عيش سائغة للعائلة التي فقدت الأب والزوج. ورغم كل ذلك، لم يتم صرف أي تعويض لعائلة المفقود الا بعد تسجيله " متوفٍّ " في خانة السجلات الرسمية وذلك ليقبضوا تعويض عمله في البلدية لعدم وجود أي مبلغ من المال لديهم. إن ذكريات التي تتعلق بوالدي قليلة إذ كنا صغاراً عند اختطاف والدي ومرت سنوات كثيرة منذ اختطافه وففدانه ولكنني أتذكر كم كان حنوناً وعطوفاً علينا وعلى والدتنا ومدى الدفء الذي يمنحه لجميع من في البيت. و بسبب ذلك، عندما أتكلم عن والدي أشعر بالألم وبالغصّة الشديدة والحاجة لمعرفة ما حدث له والصعوبات التي واجهته وخصوصاً أنه ولو كان والدي حياً، لما تعرضنا لكل هذا الاذى النفسي والمادي وما اضطررنا لتغيير احلامنا والتخلي عنها في سبيل العمل من اجل لقمة العيش. وما كانت طرأت علينا مشاكل عائلية ترتبت جراء غياب الوالد. أعرف بأن إذا سنحت لي الفرصة بأن أراه مجدداً، كانت ستكون هذه اللحظة صعبة جداً، ولكنني سأقول الحمد والشكر لله. أتمنى أنك لم تخرج من المنزل – الدمعة لا زالت في أعيننا. كل ما أريد من قضية المخطوفين هي معرفة مصيرهم – اهم أحياء أم اموات ؟! كل ما نحتاجه إليه هو بصيص من الأمل.