علي محمد

سهام - ابنة

في ذلك اليوم، ظلت والدتي تبحث وتسأل عنه وعن أشقائي طول الوقت ولكن كان الرد دوماً بأنه سيعود هو وأشقائي عند إنتهاء التحقيق معهم. قال  شقيقي فريد الذي يبلغ الخامسة من العمر، بأنه قد رأى والدي وأشقائي مكبلين ومعصوبي الأعين في سيارة في منطقة الغبيري – طريق المطار.

بحثت والدتي كثيراً عنهم وقد سلمت صورهم الى الصليب الأحمر.

في اليو الثاني من فقدانهم، وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا. وقررت والدتي البحث عنهم هناك. وإذ بدأت بالبحث عنهم من بين الجثث علّا أن تجده وبدأت بالنظر الى أيادي اليمنة للجثث، لأن كان لوالدي وشماً عليها. وكانت تنظر الى أقدام الجثث أيضاً لأن كان لدى شقيقي ندب جرح على قدمه اليسرى ولكن لم تجدهم وتملكها الحزن والقلق نتيجة الفراق المفاجئ.

في إحدى الأيام، تقدم رجل مجهول الهوية وقال لوالدتي بأنه وأشقائي بخير. سألته من أين له هذه المعلومة ولكن قال لها بأنه لا يستطيع الإفصاح أكثر. بعد ذلك، شاركت بالتظاهرات التي نظمها أهالي المفقودين على طريق المطار وبقيت طوال النهار تناشد بحق معرفة مصيرهم.