استفان اسكندر

دوريس - ابنة

أذكر أنه كان يعود الى المنزل حاملاً هدايا وثياب جديدة كلما كان يتقاضى راتبه. كان ذلك يفاجأنا ويفرحنا كثيراً. وأذكر مرة عادة شقيقتي الى المنزل باكيةً لأن لم يعجبها الفستان الذي كانت قد اشترته والدتي لها. فطلب والدي من والدتي بإعادته للمتجر وشراء فستان جديد لها لأن سعادتنا كانت حياته.

تأثرت عائلتنا كثيراً جراء فقدانه. فقد تعبنا كثيراً جسدياً وفكرياً. فقد بدأوا أشقائي بالعمل في سنٍ مبكر لتأمين لقمة العيش وخصوصاً شقيقي البكر الذي ترك دراسته وبدأ بالعمل للحصول على المال للحفاظ على أسلوب المعيشي للعائلة وإبقاء صورة الوالد حية في المنزل. وعاش كل حياته وهو على أمل على رؤية الوالد مجدداً رافضاً إحتمالية وفاته. وجراء الضغوطات ومسؤولية العائلة، توفي جراء إصابته بسكتة.  

كما أثر اختفاء الوالد على شقيقاتي، إذ حتى الآن شقيقتي الصغيرة تعيش بحرقة لأنها لا تتذكره ولا تتذكر حتى وجهه...

أما والدتي فقد عاشت حياة بائسة وكانت دوماً ما تصلي للرب بالسماح لها برؤيته مجدداً او معرفة أي شيء عنه. وبعد مرور بضعة سنوات، أتى الصليب الأحمر الدولي وزارنا للحصول على الحمض النووي منها وتأثرت كثيراً جراء ذلك وتوفيت جراء سكتة دماغية.