جورج أبي نكد

حنينة - أخت

كان لاختفاء جورج أثر اقتصادي كبير على العائلة. فقد باع والدي الكثير من ممتلكاته (تراكتور، أرض مزروعة...) للسعي بحثاً عن أخي. كان يشدد أنه مستعد لبيع كل ما يملكه، ولو اضطر الى التسول على حد قوله، سعياً للبحث عن جورج. جالت أمي معظم المناطق اللبنانيه بحثاً عن جورج أيضاً، حتى أنها كانت تقول لنا: "بكرا بس يرجع جورج، بدي قلو تعرفت ع لبنان كلو من وراك". قمنا بالكثير من الزيارات الى سوريا أيضاُ، للبحث عن جورج في السجون السورية، وذلك كلما كانت الفرصة والأوضاع المادية تسمح لنا، ولكن دون جدوى. كما قمنا باللجوء الى الدولة والمحققين، وقمنا بتكليف محام. كل ذلك أدى الى تأثير مادي كبير علينا, فاضطررنا الى العمل بشكل اضافي والى التكاتف فيما بيننا.

نفسياً، كان لاختطاف جورج تأثير علينا بشكل عام، وعلى أمنا بشكل خاص. في حين كانت أمي مريضة قبل اختطاف جورج، ازداد مرضها بعد فقدانه. لم تفقد الأمل يوماً، وكانت دائماً بانتظار أن يعود جورج يوماً ما. كانت دائماً توصنا قائلة: "اذا متت قبل ما يجي جورج، بس يجي اطرقولي طرقتين ع القبر". وقد كانت آخر كلماتها قبل أن تفارق الحياة: "إجا جورج؟"

رسالتي إلى جورج هي "يا خيي هالدني قديش ظالمة، قديش بعدتك عنا... لو فينا نشوفك منغمرك وما منشيلك قد ما أمي وصتنا فيك... وبالنهاية حنان الأخت مش متل حنان الأم." ولكن للأسف, لو تجاوب معنا أيّ من المسؤولين السياسيين في لبنان، لما كنا وصلنا الى ما وصلنا عليه الآن. الله يساعد أهالي المفقودين.