نايفة - أم
أعيدوا الفتى علي حمادة الى أمه
باسم الامومة والطفولة ,تتوجه نايفة نجار حمادة (سكرتيرة في جريدة السفير) بنداء الى المؤسسات الانسانية والعسكرية، والقوى السياسية و الامنية طالبة اعادة ابنها الوحيد علي عدنان حمادة ( 13 سنة ) اليها .
كان ابني علي قد توجه من القماطية بصحبة هشام نصر الدين ( من اهالي القماطية ) في الساعة 9:30 من صباح يوم الاثنين 26 آذار 1984 في طريقهما الى بيروت . وقد استقلا سيارة الاخير وهي من نوع رينو 15 برتقالية اللون وسطح اسود تحمل الرقم 494319 وكان يفترض ان يصلا الى محلة المتحف في بيروت فيعبر علي الى المنطقة الغربية ويصل الي بينما يتابع نصر الدين طريقه الى الكرك-زحلة ومنذ ذلك التاريخ لم يعرف شيء عنهما برغم كل الاتصالات مع اللجنة الامنية بشخص العقيد جان ناصيف وكذلك بكل الفعاليات والشخصيات وممثلي الاطراف جميعا .
انا لا أطلب سوى حقي الطبيعي في عودته الي وفي رعايته وحماية براءته من هذا العنف والحقد فليس من العدل ان يصبح مصيره مجهولا وليس من العدل ان احرم من ابني وان اعيش في هذا العذاب الذي لايحتمل ...
اعيدوا طفلي اليَ.
رسالة من نايفة إلى علي
غدا يا ولدي إذا عدت، ستجد سفينتي قد أبحرت الى شاطئ النهاية. ستتساءل عن سرعة الرحيل لكنك ستعذرني. غدا ياولدي إذا عدت ستجد انني سئمت الانتظار ولا خبر منك ولا علم (...) غدا يا ولدي اذا عدت، ستشق طريقك في الحياة وحيدا. تتابع السير كما شببت وكانت ترعاك أمك. تنسى الحقد الضغين الذي سببه لك ضعفاء النفوس الجلادون. إنسَ يا ولدي. أرجوك ان تنسى هذه المدة الزمنية التي منعت فيها من متابعة حياتك التي تعودت.. عد الى انسانيتك (...) أتمنى ألا يكونوا قد زرعوا فيك نبتة الشر.. انزعها يا ولدي. أقلعها من جذورها وأرجعها فهي لهم وليست لنا (...) غدا يا ولدي إذا عدت. إقرأ كلماتي هذه وتذكر وصايا أمك.
بعد البحث المستمر عن ولدها لمدة 9 أشهر وبعد فقدان الأمل، قررت والدة علي حمادة، نايفة ، أن تنهي عذابها. وفي 27 كانون الأول 1984 عند الساعة التاسعة مساءً، وضعت حداً لحياتها عبر تناول كمية من مادة الديمول السامة في منزلها في منطقة المريجة. وقد نُقلت إلى مستشفى الساحل دون أن تنجح الإسعافات التي أجريْت لها في إنقاذها. هذا وقد تركت عدّة رسائل موّجهة إلى إبنها المخطوف ووالدها ووالدتها وأشقائها !